يشير الشلل الدماغي (CP) إلى اضطراب عصبي يؤثر على الحركة أو التوتر العضلي أو طريقة الجلوس ويحدث نتيجة لوجود ضرر بمراكز التحكم بالحركة داخل العقل في طور النمو. ويمكن أن يصاب به الطفل في أثناء فترة الحمل، أو في أثناء فترة الولادة، أو بعد الولادة في فترة تصل إلى 3 أعوام تقريبًا. يؤثر مرض الشلل الدماغي على مولود واحد من بين 500 مولود تقريبًا على قيد الحياة، ويُعد الشلل الدماغي التشنجي النوع الأكثر شيوعًا.
فرط التوتر التشنجي هو اختلال غير طبيعي في التوازن ما بين النواقل العصبية المنشطة والمثبطة التي ترسل الإشارات إلى العضلات. وينتج عن هذا الاختلال في التوازن زيادة صلابة العضلات والتوتر العضلي، خاصةً في سيقان الطفل المصاب بالشلل المزدوج التشنجي، أو في جانب واحد بالكامل من جسم الطفل المصاب بالشلل النصفي التشنجي.
يظهر مرض الشلل المزدوج التشنجي على هيئة تصلب العضلات بشكلٍ خاص في السيقان وبشكلٍ أقل خطورة في الأذرع والوجه، على الرغم من أن حركة اليدين قد تصبح غير دقيقة. تتوجه أطراف القدمين نحو الأعلى عندما يتم تحفيز أسفل القدم. ويمكن للتصلب الذي يحدث في بعض عضلات الساق أن يجعل السيقان تتحرك بصورة شبيهة بالمقصات. قد يلزم على الأطفال المصابين بمرض الشلل المزدوج التشنجي استخدام أداة مساعدة للمشي أو مقومات السيقان. عادةً ما تكون المهارات الفكرية واللغوية طبيعية.
يؤثر مرض الشلل النصفي التشنجي على الذراع واليد والساق في جانب واحد من الجسم. عمومًا يتمكن الأطفال المصابين بالشلل النصفي التشنجي من المشي في وقت لاحق أثناء تطورهم الحركي ويمشون على أطراف أصابعهم بسبب أوتار الكعب الضيقة. وعادةً ما تكون الذراع والساق الموجودة في الجانب المصاب أقصر وأنحف.
يؤدي المسار الطبيعي لمرض الشلل المزدوج التشنجي أو الشلل النصفي التشنجي من دون علاج إلى ضعف نوعية الحياة تدريجيًا لأنه يتعذر على هؤلاء الأطفال المشي. وهم معرضون لخطر الإصابة بقرح الضغط نتيجة الجلوس لفترات طويلة وعادةً ما يعانون من مشكلات عاطفية ونفسية بسبب عدم قدرتهم على الحركة.
إن سبب الإصابة بمرض الشلل الدماغي التشنجي غير معروف، ولكن مرض الشلل المزدوج التشنجي ارتبط بالأطفال المبتسرين، ووزن المواليد المنخفض، والبياض المحيط بالبطين، وهو مرض يحدث نتيجة لنقص الأكسجين أو تدفق الدم إلى المنطقة المحيطة بالبطين (المادة البيضاء) من المخ.
كيف يتم تشخيص مرض الشلل الدماغي التشنجي؟
عادةً ما يمشي الأطفال المصابين بمرض الشلل الدماغي التشنجي على أطراف أصابعهم ويعانون من صعوبة في إراحة عضلات سيقانهم للتمتع بطريقة مشي طبيعية. يمكن لطبيب الأطفال أو طبيب المخ والأعصاب تقييم حالة طفلك للكشف عن ارتفاع معدل التصلب والتوتر بالأطراف السفلية. وقد يطلب الطبيب المعالج لحالة طفلك إجراء أشعة تصوير بالرنين المغناطيسي للمخ والتي قد تُفيد بوجود بياض محيط بالبطين.
كيف يتم علاج مرض الشلل الدماغي التشنجي؟
على الرغم من أن مرض الشلل الدماغي لا يمكن علاجه، إلا أن العلاج في كثير من الأحيان يساهم في تحسين قدرات الطفل. يمكن للعديد من الأطفال مواصلة العيش والاستمتاع بحياتهم الطبيعية كبالغين إذا تم التحكم بحالتهم الطبية بصورة سليمة. يوفر العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والاستجمام العلاجي، وعلاج أمراض النطق واللغة العديد من الفوائد الهامة. كلما بدأ العلاج في فترة مبكرة، زادت فرصة الطفل في التغلب على حالات إعاقة النمو أو زادت فرصته في تعلم طرق جديدة لتنفيذ مهام صعبة.
لعلاج الحالات الحادة من مرض فرط التوتر التشنجي، تُعد جراحة القطع الانتقائي لجذور الأعصاب الفقرية (SDR) عملية جراحية موصى بإجرائها عند فشل العلاجات التحفظية الأخرى – العلاج الطبيعي، والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والعلاج بواسطة باكلوفن داخل القِراب – في تقليل حجم الإصابة بفرط التوتر التشنجي. يقوم جرّاح المخ والأعصاب باكتشاف موقع الأعصاب مفرطة النشاط ويستأصل مجموعة مختارة منها في قاعدة العمود الفقري. يشيع كثيرًا إجراء العملية الجراحية لإراحة العضلات وتقليل التصلّب المزمن في أحد الأطراف السفلية أو العلوية أو كليهما.
فوائد جراحة القطع الانتقائي لجذور الأعصاب الفقرية (SDR) تشمل تقليل نسبة الإصابة بفرط التوتر التشنجي على الفور لدى المرضى الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين إلى 40 عامًا المصابين بمرض الشلل الدماغي التشنجي أو مرض الشلل النصفي التشنجي وتقليل خطر حدوث تشوهات بالعمود الفقري في الأعوام القادمة. تشمل الأعراض الجانبية المحتملة فقدان الحس، أو الاخدرار، أو الشعور بحالات من عدم الراحة في مناطق الأطراف التي كانت تعمل من خلال العصب المقطوع. أظهرت سلسلة كبيرة من الحالات الجراحية (ما يقرب من 2700 حالة) وجود خطر ضئيل لحدوث تسرب السائل النخاعي أو الحاجة إلى إجراء عملية دمج جراحية.
يتعاون الأطباء التابعين لنا في مركز تكساس الشامل لعلاج فرط التوتر التشنجي لتوفير أفضل سبل الرعاية الشخصية لكل مريض، واختيار العلاج الأفضل لكل فرد. ويتكون الفريق الشامل من أخصائي المخ والأعصاب للأطفال المختص في اضطرابات الحركة، وثلاثة من جراحي مخ والأعصاب للأطفال، وأطباء جراحة عظام الأطفال، وطبيب علاج طبيعي للأطفال، وأخصائي إعادة التأهيل، إضافة إلى أخصائيين في العلاج الطبيعي والوظيفي، ومدير لبرنامج التجارب السريرية، ومساعدين للأطباء، ومساعدي الفريق الطبي الذي يتولى تنسيق جهود الرعاية الصحية. إن هذا النهج متعدد التخصصات يضمن توفير العلاج الأكثر شمولاً وخصوصية لكل مريض، بدءًا من عمليات التقييم – المراقبة، ومقاطع الفيديو، والفحوصات الطبية – وصولاً إلى الأدوية والعلاج. لمعرفة المزيد حول مركز تكساس الشامل لعلاج فرط التوتر التشنجي، انقر هنا ».